كان ياما كان .. كانت ألوان
منذ الأبد والحرب الباردة مشتعلة بين الأبيض والأسود ..
بينما كان الأسود يحاول السيطرة على الكون ويضبغه بلونه كان الأبيض يمحو ماخلفه الأسود ويشبع رغبته برؤية تأثيره الطاغى .. وهكذا بالتوالى بين الليل والنهار كان كل منهما يفوز فى معركته بنجاح ساحق
ولكن الأسود لم يرض بنصف حياة وقرر القضاء على الأبيض نهائياً .. وبالفعل تمكن من خداعه وقضى عليه وتربع على العرش .. ومن أعلى يراقب بنى البشر فى تخبطهم وذعرهم من الوضع الجديد ويتسلى بمشاهدة المحاولات العقيمة لعلمائهم العظام والتى زادتهم ارتباكاً وضعفاً
وعلى الجانب الآخر كانت باقى الألوان فى نزاع وقلق من سيطرة الأسود فقد كان الخطر يحيط بالألوان جميعاً والأسود يزداد قوة يوماً بعد يوم .. ولكن الأحمر اللعوب انتهزت تلك الفرصة وتقربت من الأسود لعلها تنال من السيطرة شيئاً وتأمن شره .. وبالفعل قربها الأسود إليه وأعطاها من السلطة ماجعلها تتحكم فى باقى الألوان التى تضاءل دورها وزاد التهديد عليها ولذلك كان لابد من حل
اجتمعت الألوان كلها للنقاش ماعدا الأسود والأحمر .. وفى جلستهم السرية يطرحون الآراء والأفكار للنقاش
سنقضى على الأحمر وندمرها وبالتالى يضعف الأسود قالتها البنفسجى الغيور
فرد عليها الأخضر برأيه المتوازن لا .. نحن لا نستطيع الأستغناء عن أى لون
تنهد الأزرق بحزن وقال كم أفتقد الأبيض .. رحل عنا بغير رجعة .. آه لو يعود ولو لثانية
فقال البرتقالى فى تأكيد للأزرق فعلاً لو يعود ولو لثانية سنتعاون جميعاً ليعود التوازن بيننا
هنا انتفض الأصفر فى حماس وهو يقول وجدت الحل ولا أسهل منه
فانتبهت باقى الألوان وهو يقول الحل فى البيضه
وتساءلت الألوان عمل يعنيه الأصفر بالبيضه فأوضح قائلاً البيضه لم تلوث بعد بالأسود لأنها شفافة من الداخل ولكن عند النضج سيتكون الأبيض من جديد ويعود إلى ماكان
وبالفعل عاد التوازن ثانية إلى الألوان ولكن الحرب لم ولن تنتهى بين الأبيض والأسود